ارتفاع كبير في أسعار التبغ منذ بداية السنة

شهدت أسعار السجائر المصنعة في الجزائر ارتفاعًا ملحوظًا منذ مطلع جانفي الماضي، مقارنة بأسعار نهاية عام 2024، ما دفع العديد من المستهلكين إلى التوجه نحو السوق الموازية، حيث تُباع السجائر بأسعار أقل لكونها غير خاضعة للضرائب.

وبحسب المعاينة التي أجريناها في عدد من أكشاك بيع التبغ في العاصمة، يشتري المدخنون السجائر المحلية بأسعار مرتفعة منذ بداية العام. وقد وصلت الزيادة في بعض العلامات التجارية، مثل “مارلبورو”، إلى 120 دينارًا للعلبة، مما جعلها الأغلى سعرًا عند 500 دينار. لكن مع مرور الوقت، تقلّصت هذه الزيادة لتتراوح بين 20 و40 دينارًا، وفقًا لنوع العلامة التجارية.

وأكد عدد من أصحاب الأكشاك أن الإقبال على السجائر المهربة والمباعة في السوق الموازية، مثل “بيزنس رويال” و”أش بي”، شهد ارتفاعًا ملحوظًا. والمثير للانتباه أن الكثير من البائعين والمستهلكين لا يميزون بين التبغ القانوني والمهرب، مما يعزز انتشار السوق الموازية، خاصة في ظل تركيز المستهلكين على السعر كعامل حاسم في قرار الشراء.

يُذكر أن الحكومة أقرت زيادة في الرسم الإضافي على المواد التبغية في قانون المالية لعام 2025، حيث ارتفع من 50 إلى 65 دينارًا للعلبة، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة السجائر في السوق الرسمية. ومع ذلك، فإن تحديد الأسعار يخضع لقرار وزاري مشترك بين وزارتي المالية والتجارة، وأي زيادة خارج هذا الإطار تُعتبر غير شرعية. وقد سُجلت خلال الشهرين الأولين من العام الجاري زيادات غير مبررة، خاصة أن القرار الوزاري المشترك الخاص بتحديد الأسعار لم يصدر بعد.

وفي الواقع، لا تعكس الأسعار الحالية تأثير الزيادة الضريبية التي لم تتجاوز 15 دينارًا، في حين أن الأسعار على أرض الواقع ارتفعت بنحو 40 دينارًا للعلبة مقارنة بما حُدد في القرار الوزاري الصادر في مايو 2024.

وضمن الإجراءات الجديدة في قانون المالية لعام 2025، تسعى الحكومة إلى تنظيم قطاع توزيع التبغ والحد من التلاعبات التي يستغلها المهربون لرفع الأسعار. ويترقب الفاعلون في هذا المجال صدور النصوص التنظيمية والتطبيقية التي تفرض الحصول على اعتماد رسمي لمزاولة نشاط توزيع التبغ، في خطوة تهدف إلى ضبط السوق والحد من الفوضى.